غزة - دعت مؤسسة "الضمير"
لحقوق الانسان الجهات الحكومية المختصة في غزة الى اتخاذ التدابير
والإجراءات التي تضمن الحد من المخاطر الناجمة عن استخدام المواطنين
للبدائل غير الآمنة للتيار الكهربائي وذلك بالعمل على وضع خطة شاملة تعالج
مخاطره على حياة المواطنين في غزة وذلك في ظل مقتل ثلاثة اطفال الليلة
الماضية نتيجة اشعال شمعة في احد البيوت جراء قطع التيار.
ونوهت "الضمير" الى دراسة نشرت
مؤخراً لأحد الباحثين الفلسطينيين اكدت" ان استخدام المولدات الكهربائية
بمختلف أحجامها فرض نفسه بديلا ملحاً ومؤقتاً في حل أزمة الكهرباء
المتفاقمة، حيث أنه لا يمكن صرف النظر أو التغاضي عن مخاطرها الكبيرة نتيجة
سوء استخدامها أو نتيجة الغازات السامة المنبعثة منها والملوثات التي
تنتجها عوادم هذه المولدات في ظل انخفاض مستوى الوعي البيئي والصحي
والمراقبة البيئية عند كثير من المواطنين، ووجود ارتباط مباشر بين غاز أول
أكسيد الكربون المنبعث من المولد والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي المركزي
ومن أهمها الصداع، وكذلك وجود ارتباط مباشر بين التلوث الضوضائي الناتج عن
المولد ومشاكل السمع".
وقال بيان الضمير " ان المختصين
النفسيين يؤكدون ان ما يعانيه المواطن الفلسطيني في غزة من ضوضاء نتيجة
استخدامه المولدات الكهربائية وامتداد ذلك لساعات طويلة وبشكل خاص في
الليل، تؤثر حتما على سلوكه وعلى الحالة الانفعالية والعاطفية، ناهيك عن
شعوره بحالة من التشتت وعدم التركيز، حيث يؤكد الخبراء ان التعرض للضوضاء
لمدة ثانية واحدة يقلل من التركيز لدى الإنسان لمدة ثلاثين ثانية ".
وحول حادث مقتل الاطفال الثلاثة
قال البيان "وفقاً للمعلومات المتوفرة لدي الضمير، فانه عند حوالي الساعة
09:00 من مساء يوم أمس الأحد الموافق 01 أبريل ( نيسان) 2012 وصلت مشفى
شهداء الأقصى في دير البلح بالمحافظة الوسطى ثلاثة جثث متفحمة تعود لكل من
الطفلة : نديم رائد صبري بشير ( 06 أعوام)، الطفلة : فرح رائد صبري بشير
(05 أعوام) ،الطفل : صبري رائد صبري بشير( 04 أعوام) نتيجة اشتعال النيران
في غرفه نومهم، وذلك عند حوالي الساعه8:30 مساءاً، حيث كان التيار
الكهربائي مقطوع عن منطقه حكرا لجامع بمدينة دير البلح، مما حدا بالعائلة
إضاءة شمعة في الغرفة الخاصة بالأطفال، ما أدي لاشتعال النيران بالمفروشات
الموجود في الغرفة الخاصة بنوم الأطفال، مما أسفر عنه اختناق واحتراق أجساد
الأطفال، ومن ثم نقلوا إلى مشفى شهداء الأقصى جثث هامدة ومتفحمة.
الجدير ذكره إن المواطن : رائد
صبري محمد بشير (42عاماً) والد الأطفال يعمل سائق لسيارة أجره، رزق بأربعة
الأطفال بعد 15عام من زواجه، توفى من بينهم 03 أطفال في حادثة أمس وتبقى له
من أفراد عائلته طفلة عمرها 05 أشهر".
واضح بشير "ان هذه الحادثة
المؤسفة تأتي كنتيجة لاستمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي و انقطاع
إمدادات الوقود، وما يرافقها من الاستخدام غير الأمن من قبل المواطنين
للشموع، و مصابيح الإنارة المختلفة، و مدفأة الكاز والعاز لأغراض التدفئة
والإنارة، وسط استخدام تخزين المواطنين للكميات من المشتقات البترولية
بمنازلهم لاستخدامها في عمل المولدات الكهربائية، التي باتت تشكل قنابل
موقوتة داخل المدن والمخيمات في قطاع غزة" .
ونوهت الضمير الى "المخاطر
المحدقة بسلامة وأمن المواطنين الجسدية جراء الاستخدام والتخزين غير الأمن
للمشتقات البترولية، حيث بات التلوث الضوضائي سمة من سمات الحياة اليومية
لأهالي قطاع غزة في ظل الأزمة المتفاقمة، حيث أن أغلب سكان قطاع غزة مجبرين
بصورة ما على سماع أصوات غير راغبين في سماعها، والتي تؤثر على حاسة
السمع، وتؤدي إلى عدم الراحة النفسية نتيجة الإجهاد النفسي، وتؤدي إلى نقص
النشاط الحيوي والقلق لدي المواطن الفلسطيني مما يزيد من الم ووجع أهل غزة
ويهدد سلامتهم الصحية والنفسية على حد السواء".
واوضحت الضمير انها " تخشي من
وقوع ضحايا جديد للاستخدام غير الأمن لبدائل التيار الكهربائي وتخزين
الوقود بالمنازل والمحال التجارية حيث تخشي من تدهور أوسع للأوضاع النفسية
والصحية لسكان قطاع غزة بسبب استمرار التلوث البيئي والضوضائي".
ودعت الجهات التنفيذية في حكومة
غزة لضرورة إصدار تعليمات تحدد الساعة الثانية عشر من مساء كل يوم لمنع
استخدام المواطن الفلسطيني لمصادر الضوضاء الليلية وعلى رأسها منع استخدام
المولدات الكهربائية الكبيرة ذات الصوت المرتفع، وبشكل خاص تلك التي تستخدم
في المحال التجارية وذلك في كافة مدن ومخيمات وقرى ومدن قطاع غزة.
ودعت الجهات المختصة في وزارة
الصحة و المنظمات الأهلية المعنية للعمل على نشر الوعي الكافي لدي المواطن
الفلسطيني حول المخاطر الصحية والبيئية والنفسية الناجمة عن انتشار تخزين
الوقود واستخدام المواطنين للبدائل المختلفة عن التيار الكهربائي.
واعتبرت
ان استمرار أزمة الكهرباء الحالية لمدة تزيد عن الشهر والنصف تعبير واضح
عن استمرار إخفاق مسئولي قطاع الكهرباء على إيجاد حلول جوهرية ونهائية
وإستراتيجية لهذه الأزمة المتجددة مما يحمل المواطن الفلسطيني وحده تبعات
ومعاناة إضافية تثقل كاهله، وتعبر عن فشلهم في أيجاد ترتيبات مؤقتة لحين
الوصول لحل دائم لأزمة الكهرباء بغزة.
وحملت الضمير جميع الأطراف
الفلسطينية والعربية والدولية المسؤولية الأخلاقية والقانونية جراء النتائج
الكارثية المتوقعة لأزمة الكهرباء الحالية في قطاع غزة مطالبة جميع
الأطراف المعنية بالعمل السريع من أجل ضمان عودة محطة تولي