السبت، 16 يونيو 2012

لماذا لا تكون ثورة في الاراضي الفلسطينية ..؟



يناضل الناس في أغلب أماكن تواجدهم ، وتحت أعلام بلدانهم ، من أجل أن يختاروا حكومة ، تمثل همومهم ، وتسهر على راحتهم ، وتجاري تطور الحياة ، وتشرفهم في محافل العالم ، وتصدر صورة مشرقة عنهم ، هذه الحكومات ' الافلاطونية' انقرضت من عالمنا العربي ، وتحول الناس فيها الى وسائل نقل يحملون على ظهورهم من يحسنون الظن فيهم ، وعندما يصلون بهم الى سدة الحكم ، يركلون ويتركون خلف الاسوار التي تحيط بالمجاعة والفاقة والصحراوية في كل شيئ حتى قطرة الماء .
من أجل هذا كما يقول محلل سياسي في قطاع غزة :' جاء الربيع العربي ، وهدمت الاسوار ، وهرب رئيس وتحطمت اصنامه تحت اقدام الثائرين ، وأخر حرق وطرد ، وغيره لاقى حتفه ، ومنهم من اعتقل وحوكم بالمؤبد ، والحبل على الجرار ، فالثورات التي اطلقها شباب يشعر بالظلم ، لازالت تقطر دماً في بعض البلاد ، ونحن في فلسطين ، أكثر المضطرين الى استقدام تجربة الثائرين من حولنا ، ويجب أن تكون ثورتنا على جبهيتن ، جبهة المحتل الذي يقتل ويقمع ويعتقل وينهب الارض ، وثورة الداخل على حكومتين ورئيس مضغوط يصعب عليه الاختيار بين المفاوضات والمصالحة ، والحكومتان تمارسان سياسة الابتزاز ، والاستنزاف ، والتهميش ، والقمع ، والمطاردة ، والبوليسية العنيفة ، وتترك الذين يغتنمون الفرص ويصطادون المراحل العكرة ، من شركات خاصة لها مجالس ادارية جل همها ، رفع سقف الارباح ، وترصيد المرابح ولو على حساب معاناة الناس ، الحكومتان اللتان تطلقان يد اللصوص الرسميون لنهب أموال الشعب ، شريكتان في هذا النهب ، ومقصرتان جداً في تحطيم رأس الطامعين بالاغلبية الساحقة من المواطنين ، فشركة مثل شركة كهرباء غزة ، تستغل نغمة 'شح الوقود' لتغني أوجاع الناس ، وتتركهم يسبحون في العتمة ، وهم مشلولين في جل مناحي حياتهم ، حتى أولئك التعساء من طلاب التوجيهي ( الثانوية العامة) وقعوا ، ضحايا الظلام المسيس بإشراف الحكومتين ، وتنفيذ شركة كهرباء وسلطتي طاقة اللتان تسكتان عن مستحقات المواطنين ، وتضجان وتصرخان عند مصالحها الربحية ، ومن يدخل في متاهات المواطنين وبحثهم عن حياة بأقل مستويات الانسانية ، لا يجد غير تحذيرات وتهديدات بالقمع والملاحقة والاعتقال ، وإلباس أي متفوه ثوب ' العمالة' مع الاحتلال' لتنتهي حياته بشكل 'اسود'.
حكومتان وشركة كهرباء يعجزون عن تقديم الضوء لطالب التوجيهي في أيام امتحاناته ، ما فائدتهم خارج أزمنة الشدائد ؟!!!.
ليكون ربيعاً فلسطينياً يعيد للكرامة رونقها ولروح الشباب شكيمتها ، ولتداس أصنام المعابد في الساحات .. صرخة طالبة جامعية تعاني من شح الأدوية لوالدتها .
لتكون ثورة تأكل نارها المتقاعسين قبل السياسيين وخدامهم من حملة البنادق .. قول شاب تجاوز الثلاثين من عمره وخريج جامعي لازال ينتظر فرصة عمل ، وزواج متواضع .
الموت أرحم من أموات الاحياء الجبناء.. عاطل عن العمل.
لا شيئ أخسره وسأكون من أوائل المضحين بروحي .. مقطوع راتبه
حتى اشعر بأنني انسان مثل أي مخلوق من دم ولحم لتكون ثورة .. معتقل سابق في سجون حماس
لا مفر منها لتحرق الارض تحت اقدام المتاجرين بمعاناتنا .. محروم من السفر
فاشلون بالمصالحة .. فاشلون بالمفاوضات .. فاشلون في المقاومة .. فاشلون في ادارة الحياة .. هؤلاء لايستحقون أن يحكموننا.. مدرس ممنوع من التدريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق